معالي وزير الداخلية واللامركزية يلقي خطابا في عيد الشرطة الوطنية
خطاب معالى وزير الداخلية واللامركزية
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
أصحاب المعالي الوزراء؛
السيد رئيس المحكمة العليا؛
السيد المدعي العام لدى المحكمة العليا؛
الفريق المدير العام للأمن الوطني؛
السيدة الأمينة العامة لوزارة الداخلية واللامركزية؛
السادة القادة العسكريون والأمنيون؛
السادة الولاة ؛
السيدة رئيسة جهة نواكشوط؛
السيد الحاكم ؛
السيد العمدة ؛
السادة الضباط وضباط الصف والوكلاء؛
أيها السادة والسيدات؛
يطيب لي بداية - وأنا أشرف على هذا الحفل- أن أتقدم إلى الشرطة الوطنية بأحر التهانى بمناسبة ذكرى عيدها الوطني، السادسة والثلاثين،التي تتزامن مع اليوم العربي للشرطة. متمنيا لهذا الجهاز الأمني الهام مزيدا من حصد النتائج وتحقيق الأهداف.
أيها السادة والسيدات؛
تحل هذه الذكرى السنوية في ظرف خاص ومميز،من حيث تسارع وتيرة تطوير وعصرنة منظومتنا الأمنية،طبقا لمضامين برنامج نيل الثقة،برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني "تعهداتي" الذي يركز في محور "الحفاظ على الحوزة الترابية وحماية الوطن" على تعزيز قدرات قوات أمننا بالأفراد والمعدات وتعميم خدمات تقريب الشرطة من المواطن مع توفير الوسائل الكافية لهذا القطاع،حتى يتمكن من إنجاز مهامه المختلفة والمتشعبة.
وفي هذا السياق تتنزل الإنجازات الكبيرة التي تحققت هذه السنة لصالح الشرطة الوطنية، سواء تعلق الأمر بالموارد البشرية أو بالمعدات أو التجهيزات.
فعلى مستوى تعزيز الموارد البشرية تم اكتتاب ثمانية ضباط فنيين و ثلاثين مفتشا و خمس مائة وكيل.
وبخصوص الوسائل والتجهيزات تتواصل أشغال بناء مقر مشروع الأمن والمراقبة لمدينة نواكشوط، الذي وضع فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حجره الأساس، في الرابع من مايو الماضي.
كما أشرفنا في الثالث من هذا الشهر على وضع حجر الأساس لبناء مقر المختبر العلمي والفني للشرطة.
أما على مستوى البنية التحتية والمعدات، فقد اكتمل بناء الإدارة الجهوية للأمن بولاية تكانت،إضافة إلى سبع مفوضيات في عدد من ولايات الوطن،وتم اقتناء 80 سيارة متوسطة وخفيفة لصالح الإدارات المركزية والجهوية.
أيها السادة والسيدات؛
لاشك أن توفر هذه الوسائل والتجهيزات سيرفع من أداء وفاعلية شرطتنا الوطنية،خدمة لمنظومتنا الأمنية عموما..
ومن صميم برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني نمضي بعزم يذكيه الاهتمام بأمن المواطن وبسط السكينة في الوطن والحوزة..
"... إن سلام وطمأنينة مواطنينا وأمنهم أمور ستظل في صدارة أولوياتنا، ولا مجال لأي تساهل في هذا الشأن".
ذاكم التزام صريح قطعه فخامة رئيس الجمهورية على نفسه، في برنامجه الانتخابي "تعهداتي". وتحقيقا لهذه الغاية؛ وجه الحكومة "بتعزيز قواتنا الأمنية بالأفراد والمعدات، وتكييف مهامِّها باستمرار مع متطلبات تنمية حواضرنا".
أيها السادة والسيدات؛
إن هذه الأولوية سهلة الاستيعاب، وذلك لأن الأمن هو جوهر السياسات العامة، بل إنه أساسها وغايتها. فلا يمكن تحقيق أي هدف إنمائي إلا في كنف الأمن والسكينة.
ولقد تبنى قطاعنا، كجزء من خطة عمله الإستراتيجية 2020-2024، مواكبة لاهتمامات فخامة رئيس الجمهورية، رؤية تتلخص في إصلاح وتحديث الأجهزة الأمنية وجعلها قادرة على الإضطلاع بمسؤولياتها ضمانا للأمن وحفاظا على النظام العام في كل ركن من الوطن.
و في هذا الإطار تم الشروع في الإصلاحات المؤسسية واعتماد مقاربات لتحديث هيكلة الإدارة العامة للأمن الوطني.
و انطلاقا من ذلك تم التركيز على مكافحة الجرائم الخطيرة الداخلية والعابرة للحدود، كالمخدرات والهجرة غير النظامية و لهذا الغرض، تم استحداث مديرية للشرطة القضائية و شرطة جوية و حدودية و شرطة فنية و علمية، حيث تعنى كل منها بمهام فنية محددة فضلا عن أدوارها التكاملية العامة.
أيها السادة والسيدات؛
لقد تمكنا، بفضل الله أولا، والعمل بهذه الإستراتيجية والمضي في تنفيذها، من إحراز تقدم كبير هدفه حماية الوطن والمواطن وإرساء التنمية ودحر الإرهاب والعمل علي تجفيف منابعه، ماضين في الآن ذاته في حماية المؤسسات الديمقراطية وصون الحريات.
أيها السادة والسيدات ؛
تمثل هذه الاحتفالية في جوهرها تكريماً لذكرى رجال واجهوا قدرهم بشجاعة واستبسال، وكانت صلابتهم من صلابة وطن عريق، وعطاؤهم من فيض عطائه وعزتهم من علو قدره ومكانته.
ومازال رجال الشرطة الوطنية بتحملهم للمسؤوليات الجسام يواجهون التحديات الكثيرة وهم بذلك يسطرون مع أبناء شعبهم أروع البطولات، من أجل الحفاظ على سيادة الوطن ورفع رايته خفاقة فوق أحقاد الطامعين وكيد المتربصين.
وهنا نجدد التأكيد على أن سياسة وزارة الداخلية واللامركزية ، ليست قاصرة على الاستجابة لمتطلبات تقليدية جامدة، بل هي فى توافق متسارع وتفاعل متجدد ، مع كل ما يفرضه الواقع من متطلبات ومهام، تتكامل حلقاتها فى ملحمة أداء أمنى محترف ، لمواجهة كل أشكال الجرائم من خلال المضي في تنفيذ إستراتيجيتنا الأمنية المتكاملة، التي تعتمد في بعض جوانبها أيضا على توفير رصيد متجدد من المعلومات، وجهود متواصلة لمتابعة تطور الجريمة والتصدي لها، بهدف حفظ الأمن واستقرار النظام العام، وتأمين مكتسبات الوطن ومقدراته وهي أمور تفضي إلى انخفاض معدلات الجريمة وترسيخ الالتزام بالقانون والإسهام المباشر في تحقيق الانضباط.
أيها الضباط وضباط الصف والوكلاء؛
إن ملامح المشهد تنطق دون استئذان نيابة عنكم،بلغة الوفاء ومفردات العهد الصادق، بمواصلة الجهد والتضحية والعطاء، دعما لخطى المسيرة، لينعم وطننا الغالي بثمار التنمية والرخاء.
أيها السادة والسيدات؛
أيها الضباط وضباط الصف والوكلاء؛
تمثل هذه المناسبة سانحة أخرى أتقدم من خلالها بالتهنئة للفريق المدير العام للأمن الوطني، ومن خلاله لكافة منتسبي الشرطة الوطنية،بمختلف رتبهم ومسؤولياتهم نظير ما تحقق من نجاحات ملموسة، في ضبط الأمن وبسط السكينة العامة على امتداد ترابنا الوطني..
حفظكم الله .. وأدام عز موريتانيا واحة للأمن والأمان..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..